عائشة الخطابي: المطالبة بحكم ذاتي للريف كل

Gestart door Tsaylal, 10/09/2009 om 03:24:29

Tsaylal

إعلان الخطابي الجمهورية الريفية كان من أجل دفع تهمة «روغيعائشة الخطابي: المطالبة بحكم ذاتي للريف كلام فارغ
»
حاورها - عادل نجدي
ما زالت شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي تجذب إليها اهتمام الكثير من المؤرخين والباحثين ورجال السياسة والأدب، بالرغم من مرور ما يربو عن 46 سنة على رحيله. في هذه الحلقات من «كرسي الاعتراف» نحاول أن نستعيد مع كريمته أبرز المحطات التي عاشها قائد ثورة الريف وعائلته، من جزيرة «لارينيون» كمنفى أول، إلى القاهرة كمنفى ثان، فعودة بعض أفراد العائلة إلى المغرب.


- يرى البعض أن مبادرات المغرب الرسمي الخاصة بإعادة الاعتبار إلى شخصية تاريخية طبعت تاريخ المغرب كشخصية الخطابي لم تصل إلى منتهاها. إلى أي حد تتفقين مع هذا الرأي؟
> لا يمكن أن ننكر وجود مبادرات لرد الاعتبار إلى عبد الكريم الخطابي خلال السنوات الأخيرة، بيد أنها لم تصل إلى منتهاها في بعض المجالات، وأعتقد أنه ما يزال هناك عمل ينتظر القيام به في هذا الصدد.

- ما المجالات التي مازالت تعرف إهمالا في ما يخص إعادة الاعتبار إلى شخصية قائد ثورة الريف التحريرية؟
> بالرغم من حدوث تقدم في ما يخص إعادة الاعتبار إلى الأمير، بيد أنه يبقى، في نظري، غير كاف لاسيما في مجال المدرسة العمومية. إن إعادة الاعتبار إلى الخطابي تمر كذلك عبر تدريس تاريخ حرب الريف التحريرية والأمير في المقررات التي تدرس في المدرسة العمومية المغربية، عوض أن يقتصر الأمر، كما هو عليه حاليا، على جملة أو جملتين. أخال أن من شأن هذه الخطوة أن تسهم، بلا ريب، في تعريف الأجيال الشابة، على وجه الخصوص، بالأمير بصفته رمزا وطنيا كبيرا وشخصية طبعت تاريخ المغرب.

ما أود أن أؤكد عليه في هذا السياق، هو أني على أتم الاستعداد للتعاون وتقديم أية مساعدة لكل من يهتم بشخصية الخطابي والبحث في تاريخها.
كما ينبغي التأكيد على ضرورة أن تتحرك عائلة الخطابي في اتجاه الاعتناء بتراث محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتفعيل خطوة إحداث متحف يليق بمكانته ومؤسسة «محمد بن عبد الكريم الخطابي»، خاصة أن هذه الخطوة تحظى بموافقة أعلى السلطات في البلاد.

- هل تعتقدين أنه تم التصالح مع الريف الذي عانى ومنذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي من التهميش والإقصاء؟
> إذا كانت المصالحة الحقيقية تتجسد في إنهاء سياسة التهميش ضد منطقة الريف، وإدماجها اقتصاديا وإداريا ، فإن ما تعرفه المنطقة يجعلني أقول إن التصالح مع الريف قد تحقق. لا أحد يمكنه إنكار ما عرفته منطقة الريف في السنوات الأخيرة من تطورات ومشاريع تنموية كبرى وتقدم كبير في كل المناحي، منذ أن بدأ الملك محمد السادس يزور المنطقة، وهو ما أعطاها دفعة قوية، وإقلاعا اقتصاديا حقيقيا ، وجعلها وجهة سياحية بامتياز. ويكفي القول إن الريف أصبح في السنوات الأخيرة يتوفر على بنية تحتية مهمة، تهم مطارات وموانئ، ومجموعة من المعاهد العليا، ومستشفيات، ومناطق صناعية؛ بالإضافة إلى شبكة طرقية هامة، ما ينقص الآن هو الطريق السيار بين الحسيمة وفاس الذي يتعين إيلاؤه كبير اهتمام لاستكمال مشاريع فك العزلة عن الريف.

- ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الجمعيات التي تدعو إلى تمتيع منطقة الريف بحكم ذاتي، بل إن بعض الأصوات الريفية ذهبت، تلميحا أو تصريحا، أبعد من ذلك حينما اعتبرت هذا المطلب امتدادا لـ «الجمهورية الريفية»، وإحياء لدستورها كابنة لعبد الكريم الخطابي كيف تنظرين إلى مطلب الحكم الذاتي؟
> هذا كلام فارغ، لأن من شأن الحكم الذاتي أن يقسم المغرب، كما أن توقيت رفع مطلب الحكم الذاتي للريف غير مناسب بالنظر إلى التطورات التي يعرفها ملف الصحراء المغربية. ما أود الإشارة إليه بهذا الصدد، هو أن عبد الكريم الخطابي لم يسبق له أن فكر في الاستقلال، وأن إعلانه الجمهورية الريفية كان من أجل أن يدفع عنه تهمة حاول الاستعمار وأذنابه إلصاقها به هي تهمة ثائر أو «روغي»، مثله مثل بوحمارة. فالوالد كافح من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وتحرير المغرب كاملا، واسترجاع كامل أجزائه التي كانت تحت الاستعمار، وإقامة دولة ديمقراطية. ولم تكن له أطماع انفصالية أو لإزاحة سلطان المغرب.
كما تجدر الإشارة إلى أن المرحوم سعيد الخطابي رفض مثل هذه الدعوات إلى حد أنه سافر من مصر إلى هولندا لإقناع بعض «الريافة» المقيمين في الديار الهولندية والبلجيكية، والذين كانوا قد دعوا إلى إقامة حكم ذاتي، بعدم صواب مثل تلك الدعوة.

- لكن تهمة «الجمهوري» ظلت تلتصق بعبد الكريم الخطابي وكانت سببا في سخط المخزن عليه وعلى منطقة الريف..
> سأرد عليك بقولة مشهورة للوالد نقلها عنه رفيق دربه المجاهد بوجيبار في مذكراته، وهي تكشف بشكل جلي مراميه. فقد قال رحمة الله عليه بعد انتصاره في معركة أنوال لريفيين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون إعلانه سلطانا، قال قولته الشهيرة: «لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية، ونظاما عادلا يستمد روحه من تراثنا، وحرية شاملة حتى نرى أين نضع أقدامنا في موكب الإنسان العاقل المنتج العامل لخير المجتمع». فلم يكن يهمه أن يكون رئيس جمهورية أو ملكا أو إمبراطورا أو سلطانا، وإنما كان كل ما يشغل فكره وعقله هو تحرير وطنه وشعبه اللذين كانا يرزحان تحت نير الاستعمار.

Waar zijn irifeyen?